السخريــــة

      في أدب معمر القذافي       

                                                                                                                                                        سمير الجمل

الكاتب الصحفي و السيناريست

 ******

 

إذا انتهى عصر الضحك

انتهى عصر الإنسان الذي قال عنه الفيلسوف "بيرجسون" انه حيوان ضاحك

والقاعدة تقول إن مستوى الحضارة كلما زاد و ارتفع تدنى الجانب الإنساني فى الإنسان وانحط و تدهور  كل الناس يريدون كل شيء ولا أحد يريد إن يكون متواضعا

 و"بيرجسون" أيضا هو الذي يرى إن الروح الساخرة هي وحدها القادرة على النهوض... النافذة إلى قلب الأشياء الناظرة إلى الغد  الكاشفة تماما لجوانبه

أنت تسخر ... أنت تدرك...  أنت تقاوم

أنت تعيد ترتيب الأمور المقلوبة إلى أوضاعها الصحيحة  ولهذا كان الكثير من الفلاسفة والحكماء يستخدمون الفكاهة أو السخرية "إسحاق بن خين"  و"ابن بطلان".. "ابن رضوان".. "ابن أبى اصيبعه"

"أبو الفرج ابن هندو".. "أبو عبد الله بن عبد السلام"..  "سعيد قاضى البقر"

وفى العصر الحديث عباس العقاد والمازني والحكيم وفكري اباظه  و قبلهم عبد الله النديم  ويعقوب صنوع والبابلي والبشرى

وفى الغرب قاد عصر النهضة مجموعه من الأدباء الساخرين العظام ومنهم  "شريدان" مؤلف مسرحية "مدرسة الفضائح"  و"بوب"

و"سدنى سميث"  و"اوسكار و أيلد"   "برنارد ش "

و"شكسبير".. و"تشوسر"  و"موليير"  و"ليكول"

وفى التراث العربي القديم مؤلفات عديدة تقوم على السخرية أشهرها البخلاء للجاحظ.. "عيون الإخبار" لابن قتيب " 

والإمتاع والمؤانسة "لأبى حيوان التوحيدي".. إخبار الحمقى والمغفلين " لابن الجوزي"..   بخلاف ما كتب: أبو نواس وأبو دلامة وبشار بن برد والاصمعي وابن الرومي

والحس الساخر عند معمر القذافي فى مجموعته القصصية يكشف عن نفسه من الأسطر الأولى "المدينة مقبرة الترابط الاجتماعي" يتحول فيها الإنسان إلى مجرد رقم بين ملايين الأرقام

"أنت الذى تسكن فى الشقة رقم كذا  فى الطابق رقم كذا  صاحب الهاتف رقم كذا  والسياره رقم كذا  الخ "

بتلك الروح  المتحفزة المتمردة  يتجول معك في المدينة  وأشباحها وزحامها  ويراها مدينة " دودية "  يحيا فيها الإنسان ويموت بلا معنى..

بلا رؤية ..   جدران زائد جدران ..

 وألان لماذا يلجأ الكاتب إلى السخرية ؟ 

عباس العقاد  يجيب عن ذلك بقوله

" لانه ينظر الى مواطن الكذب من دعاوى الناس فيبتسم وينظر الى لجاجهم فى الطمع  وإعناتهم انفسهم فى غير طائل فيبتسم هذا هو العبث هذا  هو الغرور

فالعبث والغرور بابان  من أبواب السخرية بل هما جميع الأبواب كافة.

و كل ما اضحك من أعمال الناس فإنما هو لون من الوان الغرور او ضرب من ضروب  العبث و كثيرا ما يلتقيان فان الغرور هو تجاوز الانسان قدره والعبث هو السعى فى غير جدوى و لا يكون هذا فى أكثر الأحيان الا عن اعتزاز من المرء بنفسه و تعد منه لطوره "

فهل اراد القذافي فى مجموعته تلك و باسلوبه الساخر هذا  ان يفضح  الغرور و العبث على مستوى الدول و الافراد ؟‍ ‍

لقد سمعت و قرأت عن مشروع القذافي فى البحث عن مثقف صعلوك كنوع من الرفض و الاحتجاج  على نموذج المثقف المعاصر سابق التجهيز و الخطط و الافكار

فهل اراد القذافي فى مجموعته تلك ان يعطى نموذجا  لهذا المثقف الصعلوك  بعيدا عن واقع المؤسسات  السياسيه و ألاجتماعيه

و يشرح احمد الرفاعي  و عماد جنيدي هذه الصعلكة الثقافية على النحو التالى :

 (الصعلوك تاريخيا هو الثورى الاشتراكى بالفطره.. الخارج على المفاهيم السائده فى عصره الذى يختار الحياه بعيدا عن التجمعات الموجنه و يتبادل معها الرفض و العصيان

و لا قيمه لنص يدعى الصعلكه اذا كان خارج هذا الينبوع القائم على المفاجأه  و المباغته الابداعيه  و احداث الارتباك المطلوب

لقد لخص المفكر الفرنسى الفيلسوف الساخر " فولتير " هذا المفهوم بصيحته الشهيره :

" قد اختلف معك فى الرأى و لكنى على  استعداد لان ادفع حياتى ثمنا لحقك فى ابداء الرأى  " )

و لما لا .. و قد كان فولتير يسخر دائما من تعصب رجال الدين و كان مثل سائر المفكرين و الادباء فى عصره يدعو الى الاخلاق المتحرره و الاستمتاع بمباهج الحياه لانه وجد ان حياة الفقراء هى الزهد و التقشف  وان حياة الاغنياء هى الترف

كان يحلم بذلك النظام الاجتماعى الذى لا يثقل كاهل  الفلاح بالضرائب  و يساوى بين الناس

و باللسان الجرئ

بالعقل بعيد المدى

بالروح الصافيه

و بالحلم الانسانى البسيط

وباللغه الحاره

ينزل القذافى اول ما ينزل الى المدينه حيث تختفى منها كلمة تفضل فليس فيها الا ادفع

( ادفع بكتفك ... ادفع بكفيك... ادفع من جيبك ... ادفع من اى اعتبار اجتماعى فى  المدينه... ادفع لا تفضل  فى المدينه... يحترمك الحائط اكثر من البشر قد تستند الى الحائط  ويرشدك الى مكانك عندما تعلق عليه تعليمات و ارشادات و اعلانات يصعب جدا على انسان ساكن فى المدينه ان يعطيها لمن يسأل عنها و هو فى حاجه اليها )

و كان طبيعيا بعد تلك الجوله فى المدينه المذعوره المرعبه ان تكون المحطه التاليه فى " القريه القريه "   و لاحظ هنا ان المدينه كانت واحده بينما نادى القريه مرتين مثلما نادى بعد ذلك على" الارض الارض " انه لا يكتفى بالنداء الواحد او العنوان الواحد او الاسم الواحد مثلما كان الامر فى المدينه التى لا يطيق البقاء فيها لانه يلخصها فى كلمات بليغه قليله.. (ادفع ..افتح  ...  اقفل...   اصطف ..  اسرع ..)

  و هو اسلوب يعرفونه فى السينما بالفوتو مونتاج حيث تتابع الصور و تتوالى بطريقه سريعه موحيه و غالبا بلا كلام.. و الصمت رساله هامه جدا و مؤثره للغايه من رسائل السخريه يكفى ان يسألك احدهم  سؤالا و تكتفى بالصمت  و تترك ملامح الوجه ترد عليه و على غيره ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‌‌‌‌‌‌‌‌‌‍! ‍!

 

المدينة

أنه يستعرض

و فى احيان يصرخ

و فى ركن ثالث ينصح

هو الضائع فى تلك المدينه..  يحاول ان ينتشل  كل من تصوروا أن ضياعهم بين الجدران و الضجيج  حياه معاصره مودرن و ينحاز بشكل فطرى الى الاطفال باعتبارهم رموز النقاء و علامات المستقبل

 (ارجوعوا الى الداخل.. الى الظلام.. الى الحجرات.. البارده المظلمه و  الساخنه و القذره.. الله غالب المدينه امتلأت بالاوساخ  اياكم ان تحاولوا اللعب على جانبى الشارع )

 و لاييأس لانه سرعان ما يعود و يخاطب اهل الحكمه و المفهوميه :

( ايها العقلاء..  ايها الرحماء.. ايها الأنسانيون.. ارحموا الطفوله فلا تخدعوها بالعيش فى المدينه.. لا تقبلوا ان تحولوا اولادكم الى فئران من جحر الى جحر.. و من حفره الى حفره )

 أنه يتخذ هنا الموقف المضاد لذلك الفلاح الفطرى الذى نزل الى المدينه فاخذته الاضواء و انهار امامها.. و اصبح غنيمه سهله للنصابين و الدجالين يتلاعبون به استثمارا لسذاجته و براءته.. لالا..  الموضوع هنا مختلف تماما ان هذا الريفى البسيط ينزل الى الميدان متسلحا بالفهم و الوعى و القوة.. حتى انه يعلن الحرب على المدينه بكل ما فيها 

و الشر فى  المدينه  بزنس و مافيا و عصابات و مصالح و شبكه عنكبوتيه

لا تسمح لوافد بسيط غلبان ان يخترقها و يدمرها تدميرا و لا ينسى قبل مغادرة المدينه الى غير رجعه ان يكشف لأهلها كيف ان حياتهم كلها مجموعه  من الاكاذيب المستمره ..   وسائل الترفيه ..  العلاقات   المعاملات ..

أنها حلبة قتال و مصارعه لا مبرر لمبارياتها الدائمه الابديه .. ولكن هكذا يريدون للمدينه  و هكذا ارتضت لنفسها ‍!!

 

القرية  القرية

 

يبدأ دخولها بكلمة الفرار  .. و تشعر باللهاث و الجرى  و هو يقطع المسافه من المدينه  مرتدا الى القريه حتى يستعيد توازنه و انفاسه  وحياته  فقد ابتعد عن الدخان  ..و ثانى أكسيد الكربون .. و الرطوبه اللزجه و غازات الخمول و السموم و الكسل و الكساد ..

و تحرر من الجدران و الابواب المغلقه و الضجيج  و الهرج و المرج و الصراخ  و طنين الاسلاك  و قرع الاجراس  و أزيز المحركات 

و تبدأ لغته فى الصفاء..  و نبرته فى الهدوء..   و نظراته  فى التأمل  ..و يلجأ الى القرأن الكريم يستعين يأياته عن القمر و الشمس و الضحى و النهار  و هى اشياء افتقدها فى المدينه الحجريه

" أى تأمل فى زحمة المدينه ؟! ليس ثمة وقت فى المدينه و ليس فيها ليل او نهار  ما بالك بالوسق و الغسق  و الفجر و الشفق "

و يستخدم فى ذلك علامات التعجب و الاستفهام بكثره

فى المدينه كان يستخدمها متعجبا منها و من احوالها 

و فى القريه  يستخدمها متعجبا لها  مغرما با حوالها

 

الأرض الأرض

 

هنا تتسع الدائره

فى تسلسل طبيعى و تلقائى

"  احرصوا على هذه ألارض  .. اذا بلطنا وجهه الارض  او " زفتناه " او " عبدناه "  او " ملعقناه "  نكون قد قتلنا ألارض  و لم تعد ارضا معطاء او مفيده  فهى عندئذ قطران و زفت  و بلاط و رخام "

هنا يستحدم كلمة الزفت فى موضعها و كما تقال فى اللهجات العربيه الدارجه   ..  انه يتعمد ذلك ..    و قد أسُتخدمت هذه الكلمه  فى عناوين أفلام و مقالات ..  و قد تكون  مستفزه .. لكن البديل لا يغنى عنها .. الزفت هو الزفت .. و لن يكون اّيس كريم

و لعل صرخة القذافى هذه سبقت القمم العالميه التى عقدت تباعا لمناقشة مشاكل و متاعب الارض بعد ان ارهقها الانسان  بما لاتطيق و افسد زرعها و هوائها و اغتال خضرتها و حولها الى مستنقع كبير من الاسمنت

و بدلا من  ان يسقيها الماء  لطخها بالزفت و القطران  فلم تعطيه الا جحميها و لهيبها و غليانها الابدى  الذى يقترب رويدا رويدا من حافة الانفجار.

 

انتحار رائد فضاء

من السماء

الى الارض

من برجه العاجى و الفضاء البعيد

الى الواقع الحقيقى

حيث يحتاج المرء لكى يعيش بكرامته .. الى الخبز و التمر و الحليب

و اللحم و الماء و الهواء .. و بعدها لن  يمد يده طلباً للمعونه او الدعم او التسول  لان ماعدا ذلك  زوائد يمكن الاستغناء عنها

و الغنى فى الاستغناء و ليس فى الاقتناء

ينزل رائد الفضاء من اعلى و يخلع ملابسه و يرتدى بدله عاديه مثل سائر الناس فقد انتهت مهمته  مع مؤسسة الفضاء

 (( و صار يبحث عن عمل ارضى فدخل محل نجاره فلم ينجح فى هذه الحرفه البسيطه لانها ليست من تخصصه كذلك محل الخراطه و الحداده و البناء  و السمكره و حتى محل الزواق و التلبين كذلك فهو لم يدرس الرسم او الموسيقى او الحياكه لانها ابعد ما تكون عن تخصصه العلمى ))

هكذا يصطدم الكائن العلوى الفضائى بأهل ألارض.. و ظروف الارض .. و جوعى ألارض  ... و اوجاع الارض.. و يعرف و نعرف معه ان ما يصلح بين الاجرام و المجرات لا يليق بألارض التى هى ألاصل و الفصل للإنسان ذلك اللغز المحير

يحتاج الى الرغيف.. و لكنه يشترى أسلحة الدمار  ...

 يعانى الجوع وبدلا من ان يزرع  يدمر الارض

و هنا يتطوع القذافى و يقدم خدماته السياحيه المجانيه  ألارشاديه للراغبين فى التحليق او الذين يريدون الهبوط الى ألارض

((ان 744 كرة أرضية  تعادل حجم زحل  و مع هذا فإن وزن الارض  يقل بقرابة خمسة وتسعون مره فقط عن وزن زحل.. و ان قطر الارض يزيد بحوالى خمسون مرة مره  على قطر القمر و ان حجم الارض يزيد على حجم القمر بحوالى ثمانون مرة مره

و تبعد الارض عن القمر قرابة أربعمائة الف كيلو متر  وانه اذا كان لديك سياره  تسير بسرعة مائة كيلو فى الساعه فانك تصل القمر بعد 146 يوما من مغادرتك ألارض.. و اذا كنت لا تملك سياره  و غادرت الارض مشيا على الاقدام فانك تصل القمر بعد 8 سنوات و مئة يوم ))

تبلغ السخريه مداها  لمن بلغوا حد الهوس بحرب الفضاء و تجاهلوا البطون التى تصرخ بالملايين من شدة الجوع و الفقر على الارض

انه يحسبها هكذا بكل البساطه لمن انفقوا المليارات فى حرب الكواكب بلا طائل

"ابو العلاء المعرى " له فى هذا الشأن ما يستحق ان يقال..  ويؤكد ماجاء فى قصة القذافى :

" كفكفوا ايها الناس من غلوائكم و خففوا من غروركم فإنما انتم للايام اغراض غير موموقه و أهداف غير مرحومه  و لعمرى لن تشفق عليكم الايام  الا اذا  اشفقت الرحا على ما تطحن من حب و لن ترثى لكم السنون  الا اذا رثت الارض لما تضم من الاشلاء  و لكنى ما ارى لكم من الذكاء حظا و ما اعرف بين عقلائكم  و بين بله  الحيوان فرقا  ما اجد رجحان م احلامكم و صواب  ارائكم يزيد خفة احلام الطير  فى الهواء و السمك فى الماء

افيقوا ايها الناس و استبصروا فانتم للايام  هزأة و للزمان  ضحكه  و للحوارث مستذلون "

ووسط  تلك الحسابات و الارقام  لا يريد الفلاح البسيط  الا تلك المسافه بين الشجره و الشجره..  و البذره و البذره .. و كانت النتيجه  فى نهاية المطاف  انتحار رائد الفضاء الفاشل على الارض و تلك هى ذروة  المأساة.. و الملهاة   معا !!

 الفرار الى جهنم

 

يقول الشاعر ابراهيم عيسى فى قصيدة  بعنوان " لن أدخل جهنم " :

ابدا لن أعبر بجهنم                 لن  أدخلها  لن أتألم

لن اصرخ بين لوافحها             و شهيق جبار مضرم

فانا فوق الارض وقود             لجحيم مجنون معتم

لولا افراخى  و هواهم             لرددت السهم لها ارقم

يا زمنى اهدم ما ابنى              فانا مما تبغى اعظم

من ذاق فراق بدنياه جحيمى      لن  يُلقى ابدا بجهنم

هكذا يقرر الشاعر بكامل اقتناعه ان جحيم دنياه يكفيه جدا لكى يحصل على اعفاء نهائى من دخول جهنم الآخره

بينما تجد القذافى يفر الى جهنم فرا مع سبق الاصرار والترصد بل انه يدعونا معه الى جهنم و يتباهى بذلك و يفخر

و قبل هذا يقدم لنا مبرراته ولا بأس ان ينطقها على طريقة يوسف بك وهبى :

" ياللهول .. من يخاطب الذات اللا شاعره كى تشعر ؟! من يخاطب عقلا جماعيا غير مجسد فى اى فرد ؟! من يمسك يد الملايين ؟!

من يسمع مليون كلمه من مليون فم فى وقت واحد ؟!  من فى هذا الطغيان الشامل يتفاهم مع من ؟!  و من يلوم من ؟!  "

وسخرية القذافى فى هذه القصه دون سواها  تبلغ المدى  ابتداء من العنوان نفسه.. و الجُمل التى يستخدمها فى السرد ..وذلك التناقض الصارخ

 ابتداء من الفرار الى جهنم و ليس منها .. و كيف يواجه البدوى الفقير تلك المدينه العصريه العاصفه المجنونه

هذا البدوى المطالب ببناء البيوت و صيد الحيتان .. ورصف البحر.. و قتل الكلاب .. و شراء القطط  ..و هو الذى لا يحمل شهادة ميلاد و لاتستوقفه الاشارات الحمراء .. و يخاصم الشرطى و لايخشاه..و هو الذى يشرب ماء المطر و ماء البئر بكلتا يداه و لايتقن السباحه و لا يعرف شكل النقود ..و الذى لا يعترف بكل بساطه بانه ليس من سلاله ملكيه  و لا يعرف ماذا تعنى شهادة الدكتوراه    .. و يسمى الامريكان  ب "المليكان "

هكذ قال له الحاج مجاهد ابن عمته عزه بنت جدته غنيمه اخت " الكونتيسا ماريا " !!

انظر كيف وصل نسب البدوى و امتدت افرع شجره العائله الى الكونتيسا ماريا

مع هذه الشخصيه التى تفتح صدرها لهذا العالم المادى المتوحش انت تتوقع كل شىء .. و اى شىء يكفى ان هذا البدوى  سلك طريق جهنم مرتين و ليس واحده .. انه يحبها و يرغب فى وصالها بعكس الناس أجمعين

ثم نكتشف معه ان " جهنم "  تلك هى واحه بدويه.. يفر اليها  فيجد نفسه الضائعه.. و احلامه المقهوره.. و ايامه الغائبه..  حتى الحيوانات فرت معه الى جهنم و ذابت نفسه فيها .. و ذابت نفسها فيه..  و أحتمى كل منهما بألاخر .. و توحدا

و فى مقابل كل هذا ترك خوزته الذهبيه و الخاتم السحرى الذى يقول لمن يمسكه" شبيك لبيك " فاذا بكل ما يطلب بين يديه  من البندقيه الىالصاروخ  و الميج و السيخوى ..

و تلبس الخوذه و تنام بينما الذئب يلتهم غنمك..  و كان قد قرأ عن تلك الخوذه  السحريه.. و عرف ان ابليس الذى يحمل رقم صفر+1  قد استحوذ عليها مدعيا  انه ملاك و شهد له بذلك " تشرشل"  و" ترومان " و صدق الجميع الاكذوبه ووقف خطيب الجمعه يقول : ان حالنا لا يخفى عليك و عجزنا واضح بين يديك  و لا ملجأ الا اليك.. لبيك لبيك لبيك

انه هنا يستخدم صنعه درامية  معروفه جدا فى كتابة المسلسلات التلفزيونية بإن ينهى المشهد الذي يكتبه بمفتاح البداية للمشهد التالي  فإذا  بالحلقات  مترابطة  والمواقف متشابكة

على الرغم من ان القصه التاليه هى " عشبة الخلعة " وليست قصة دعاء الجمعة  الآخرة  والتي تجئ  بعد ذلك 

و ختام  " الفرار إلى جهنم "  يمهد لها تمهيدا فنيا  جيدا  تماما  مثلما جاءت قصه" انتهت الجمعة بلا دعاء "   تاليه  لقصة" دعاء الجمعة  الاخره "   شارحة لها و مكمله لها  لان المجموعة كلها  وان اختلفت  فى نوعية القصص  يجمعها خيط  واحد تستطيع ان تقبض عليه بسهوله

   عشبة الخلعة و الشجرة الملعونة

أنه يستهل قصته هذه بذلك المشهد الشهير لرجل يقف فى الأسواق ينادى على تركيبة الحاج فلان السحرية التي تشفى كل الأمراض و الناس حوله ينصتون .. تلك هي البشرى التى يقدمها القذافى للمخلوعين والمخلوعات الأحياء منهم والأموات  من دكان الحاج حسن  وقد أجرى معه  مقابله شخصيه  شهدها أكثر من ثلاثة ملايين متفرج

هذه العشبه الساحرة  تعالج عقم الإنجاب .. و العقم  الانتاجى.. والعقم الفكري...فقط اترك كل شيء لغيرك..  يسلون أطفالك بشرائطهم..  و يدافعون عنا .. لأننا دعاة سلام ومحبه  وشعارنا : السلام عليكم و رحمة الله  وبركاته  فعلى الاسرائيلين  منا السلام والرحمة والبركة  وكذلك " الميركان " وحلف شمال الاطلسي وحلف دواود  وعليهم ان يردوا التحية  بأحسن منها  وان يقولوا السلام على الرابطة وتاجوراء  ورأس لا نوف  والقدس وبغداد

و دعهم يضربون مصانع الادوية  لان الحاج حسن يقدم عشبته السحرية لكل داء

انها السعادة.. و كان الله فى عون مساكين اسرائيل الذين يعيشون وأصابعهم على الزناد ليحتفظوا باحتلال فلسطين .. مسكين نوريجا  و اورتيجا.. و مساكين " الميركان"  الذين ينفقون المليارات لتسليح الفضاء دفاعا عن أمريكا

عندنا عشبة الحاج حسن ..  فلماذا نزرع ؟

عندنا العشبه ..  لماذا نعمل ؟

عندنا العشبه ..   لماذا لا نستورد  المعلبات الجاهزة و لو من السماء ؟!

عندنا العشبه ..     فلماذا  لا نترك عيالنا  حفاه يتعلمون السمسرة ؟!

عندنا العشبه ..    لماذا لا يصبح التحول الثوري هو التحول التجاري ؟!

عندنا العشبه ..     لماذا نخاف و مما نخجل ؟!

عندنا العشبه ..     لماذا نزرع النخل و العالم يصنع لنا الحلوى ؟!

 التمر بلا نواه.. و الزيتون بلا شجره.. و البرتقال بلا قشر

عندنا العشبه..   سنقف الآن على أعتاب المساواة  مع الأمم القوية المتجبرة  و سنكون فى مأمن من الصواريخ ذات الرؤوس النووية  وسنقهر التخلف الذى طال مداه  

عندنا العشبه..  فشكرا للحاج حسن  وأمثال الحاج حسن  و مدرسة الحاج حسن  و مذهب الحاج حسن   !!

   الموت

حتى الموت بجلالة قدره ..   و ذلك الفزع الذى يسببه للبشر  من مجرد ذكر اسمه..  يسخر منه القذافى..  بل انه يتجرأ و يسأل الموت عن هويته .. عن بطاقته..  هل هو ذكر ام انثى ؟

أنها نفس الدعوى التي أعلنها  "المعرى" :

" ما الذ الموت  تتبعه  الراحة الباقية  وما أعذب مذاقه  لقد أوثره على العيش  الرضى والبال الهنى  ذلك لا يشوبه كدر ولا يناله تنغيص وهذا عرضة  لما ينبغى  ان يحذر العاقل  من خطب الزمان

لقد بلونا العيش أطواره  وحلبنا الدهر أشطره فلم نبل  الا مراً  ولم نلق الا شراً  ولم نشهد غير الشقاء ..  كم استلذ الموت  واستعذبه وكم اطلبه وأتمناه  "

و القذافي لا يتوقف عند حد الحوار مع الموت  لكنه يصارعه  ويواجهه و يطالبه  بالنزال في الحلبة :

(( ان كنت ذكرا فاخرج الىٌ أيها الموت الجبان ))

 ولكن الموت لم يستجب للاستفزاز  ولم يرفع يده معلنا عن مكانه  أو يرفع هامته شجاعة  !!

و قد ورث القذافي عن والده القدرة على الانتقام من الموت  بشجاعة محاربة الأعداء..  وتلك هى فلسفة المواجهه  عندما  قتل العديد من جنود العقيد  "ميانى "   الذي تقمص الموت ملابسهم  حتى أصبح كل واحد منهم هو الموت ذاته  ويلخص ذلك فى هذا المشهد الدرامي :

(( الموت بكامل استعداده ..   وأبي بكامل شجاعته

الموت حوله جحافل  من عساكر السنوسي العميل

وأبي حوله رهط من الرجال الأشاوس الشرفاء

 وحيث ان الموقف  سيئ والنجاة ميئوس منها والمعركة  غير متكافئة قرر ابى القتال بلا تحفظ  وأعلن استهانته  بالموت وجيشه و ما قد يصير..  فلم يحفر خندقاً  ولم يرم من وضع الانبطاح  بل اتخذ وضع البروك  والوقوف و قد امتزجت الشجاعة و اليأس ما أروع امتزاجهما !!

وتظل المواجهة مع ذلك مستمرة.. الأب يطول عمره .. والموت يطول نفسه ..  الأب فى عناده ..  والموت لا يتوقف عن اصطياده

و يتخلص بذكاء  من حتمية الموت لان الهروب لا يعنى الإفلات منه

بل ان من الواجب الاستسلام له  حتى الرمق الأخير.. و هذا ما كان !!

   ملعونة عائلة يعقوب 

  و مباركة أيتها القافلة

لا يتوقف عند البديهيات

و لا يأخذها كما هي

انه يتمسك دائما و أبدا بأنه من  " أولى الألباب "

 له الحق فى التفكير.. فى التأمل

ومن القرآن الكريم  يأخذ قصة سيدنا يوسف عليه السلام  ولكنه ينظر اليها من زاوية أخرى ..  و يقنعك بها.. فالقافلة التي أخرجت يوسف من غيابات الجُب أفضل وأكرم من أخوته الذين ألقوه وانصرفوا عنه  فالقافلة المباركة أنقذته والمدينة أكرمت مثواه

فمن منا بعد هذه الفضيحة  يحترم أو يبجل عائلة يعقوب ؟

و من يأمنها بعد هذا على يوسف ؟!

إن أبناء عائلة يوسف خبثاء و تافهون فيوسف يبنى لهم بيتا من العزة  و هم يخربونه بأيديهم 

القذافي يلتزم بالنص القرآني  ..  و لا يتجاوزه  لكنه يحاول  النظر إليه بمنظور جديد  و على قدر جلال الموضوع تأتى مفردات السخرية  هذه المرة جليلة ووقورة ..  بل انها سخريه مستترة ..  خلف دهشة الاكتشاف وزاوية الرؤية.

و هو فى ذلك بالموضوعية و ميزان العدل.. يستثنى من عائلة يعقوب الأخين الأكبر والأصغر .. فالأول أشار على  حثالة عائلة يعقوب الخائنة بالا تقتل يوسف  وان يُلقى فى الجب لتلتقطه بعض السيارة ..  و الثاني ( أخيه بن أبيه )  كان إلى جانب يوسف مكروها  وأرادوا أن يتخلصوا منه وان  يغدروا به كما غدروا بيوسف حيث تركوه رهينة فى مصر عندما ذهبوا الى يوسف  يمترون و كانوا له ناكرين

 أفطروا لرؤيته

 هذه القصة ليست  أكثر من لقطه أو صوره  فيها الكثير من الكوميديا  السوداء المفجعة  فهذا العالم الإسلامي الواسع بكل ما يملك  من إمكانات  وخبراء وحضارة يعجز عن الاتفاق حول الإفطار والصيام  فى ميقات معلوم يشمل  الكل  و يوحد الكل كما هى حكمة الصيام

فالبلاد الإسلامية  تصوم و تفطر ليس حسب ظهور الرؤية الشرعية  و لكن حسب مزاجها الخاص و فلسفتها 

ونظراً لفارق  التوقيت و بعد المسافات  بين البلدان  كما هو الحال بين اندونسيا وليبيا على سبيل المثال فانه يلتمس العذر فى فارق التوقيت  عند تحديد  شهر رمضان و لكنه لا يجد لذلك عذرا  حيث يوم وقفة عرفات  لابد ان تكون محدده  ومتفق عليها للجميع بلا استثناء  حتى لا  يضيع بذلك المعنى الأعظم من الحج وفلسفته

و يقدم لنا القذافي صوره هي السخرية بعينها ..بطلها الجنرال الأمريكي " اشوارزكوف  " جزاه الله خيراً  عندما حدد ميعاد عيد الفطر بتاريخ 15/4/1991 و بذلك  تم الصيام وفقا لرؤية الجنرال 

بصرف النظر عن ظهور الهلال من عدمه  وما يترتب عليه   و حسب وجهة نظر الجنرال لنا جميعا :

 ( طز فيكم و فى هلا لكم و فى محاكمكم الشرعيه و غير الشرعيه )   لان أمن القوات الامريكيه له الاولويه على ميقات الحج و لم يتوقف الامر عند تلك المهزله بل تجاوزها عندما أمر جنابة و أضاف الى محرمات الحج المعروفة و هى عدم الرفث و الفسوق و الجدال .. أضاف  أيضا  عدم جلب الصور بما فيها الصور الشخصيه و هنا يستخدم القذافى سخريته اللاذعة الذكية  بان الدعاء نفسه المعترف به هو الموجود نصه  لدى المطوف  حتى لا يتحول  الدعاء الى هتاف ضد أمريكا .. و لا بأس بعد ذلك ان يمتد رمضان ليصبح 32 يوماً ..

قل انه اوكازيون ديني لصالح المسلمين وعلى حساب صاحب المحل الأمريكاني وإذا سألوه سيرد عليهم بالقرآن الكريم ( وان تصوموا خيرا لكم  )

و تلك هي هبات وعطايا الأمريكان لنا كمسلمين وعليهم مراعاة فروق التوقيت مع أطيب تحيات ..  مفتى قوات التحالف !!!

  دعاء الجمعة ألأخير

 (( الدعاء الذي سيأتي ذكره لم يكتشف الا حديثا مع اكتشاف أشعة "الكوبالت" ..  يغنى حافظه و محفظه والداعي به عن علوم العصر الحديث  و خاصة التطبيقية منها ))

هذا المدخل فى تلك القصة .. يأخذنا تلقائيا و يردنا إلى عشبة الحاج  حسن

حيث نجد أنفسنا مره أخرى.. على حلبة الصراع بين الدجل و الفهلوه باسم الدين .. و صحيح الأمر والنهى منه .. نجد أنفسنا أمام أهل الدين بحق .. فى مقابل الذين حولوه إلى بزنس و تجاره..  يفسرونه حسب آليات السوق  و سعر الصرف.. و ارتفاع الين و هبوط اليورو

و القصة هذه أيضا مرتبطة برؤية الهلال من مرصد أمريكا..  ومادام الأمر كله قد " تأمرك "  و أخذ خاتم البيت الأبيض  و تم الصيام حسب مقتضيات "المارينز"   و حاملات الطائرات  والأسطول السادس فلا بأس ان يتم الدعاء  فى الجمعة  الأخيرة بما يتناسب مع هذا  التغيير و فى أطار العولمة

يكفى ان نعيش فى خلافتنا حول المذاهب و الملل .. و نترك امر الرقى و النهوض لبنى أسرائيل ترتفع  أقمار تجسسهم علينا تترصدنا..

و يكفى  لنا الدعاء عليهم بافشال مخططاتهم  و ان يصاب  القمر الإسرائيلي بالعمى  فى عينه و الشلل فى يديه  وقدميه 

و لا يترك  القذافي  المسألة تمر هكذا ..  و هو يفضح  احوال المسلمين  و قد تمسكوا بتوافه الأمور و تركوا الصلب  فهو يطرح الحل البديل الشافي فى مجموعة كتب جديدة للأجيال الشابة منها : 

 " حكم الدين فى اللحية والتدخين "

" فقه اهل السنة فى استعمال الشامبو و الحنه "

" الكناش فى دخول الجنة بلاش "

و قد استفزني الامر شخصيا و اردت ان انافسة فى ذلك و اقترح اسماء هذه الكتب ايضاً :

" سحر الالباب فى طول الجلباب "

" شرح ابى معزه   فى شرعية اكل البيتزا "

" تفسير الانترنت  فى اختلاط الولد بالبنت "

" الحُجة السميرية .. فى الوضوء بالمياه المعدنيةة "

و لا تكتمل فائدة قراءة هذه الكتب  الا بالدعاء الذي يقول :

(( اللهم ارحم الموظفين أصحاب الدكاكين وارحم كبار التجار من صغار الثوار.. و اذا اشتعلت النار فى وضح النهار فان المسئول التجار والثوار ونحن علينا الاستغفار لرافع الأسعار والمساوين الدينار بواحد دولار ))

ان هذه الامة المهلهلة التى اتفقت على شئ واحد  كما قال جمال عبد الناصر وهو الا تتفق ..  هذه الامة التى ما تزال تتعارك على ناقة "على" كرم الله وجهه هل هي شقراء ام حجلاء ؟  و هل قميص "عثمان" مصنوع من القطن ام النايلون  ؟

هذه الامه بهذا الشكل .. و بهذا المشهد الرهيب  فى انقسامها على نفسها و على دينها و على تقدمها

قد تدفع الكاتب فى نهاية الامر ان يدعو لها بان تتوحد تحت راية  واشنطن  وتل أبيب..  و هذا اضعف الايمان !!

 وانتهت الجمعة دون دعاء

" للأسف لم يتفق المسلمون "

هكذا يبدأ

و هكذا ينتهى الامر  بالامه العربيه و الاسلاميه

فهم فى كشمير يعتبرون عدوهم الاول الهند و ليست أسرائيل..  وأندونسيا عدوها الاول ماليزيا المعتديه على حدودها 

و الارض السليبه لمسلمى الفلبين  ليست فلسطين  بل " مانديناوا "

و لهذا  فاتت  الجمعه الاخيره  المباركه دون دعاء

فلكل دوله  دينها و نبيها و مستقبلها و مصيرها و عدوها

ليس المهم ان نعرف كيف أنتصر خالد بن الوليد على الروم .. و لكن ألاهم ان نعرف كيف يأكل القديد .. و هل كان يأكل بثلاثة اصبع ام بالخمسه ؟!

" ايها المؤمنون لا تتحسروا ففى الجمعه الاخيره من رمضان القادم او الذى بعده او الذى بعد الذى بعده قد نصل الى معرفة حقائق علميه مذهله تتعلق بهذه القضايا "

 المسحراتى ظهراً

فى هذا المناخ توقع كل شىء

و ليس غريباً ان يظهر المسحراتى فى عز الظهر

و لكن السؤال المهم :

من يوقظ هذا الرجل حتى يوقظنا ؟  الا ينام مثلنا ؟ و يحتاج هو الاخر الى طبل و دعاء و تكرار حتى يصحوا

القصه هنا تأتى فى صيغة سؤال لاأظن انه يبتعد عن عشرات الاسئله التى تفجرها المجموعه القصصيه من اول سطر و حتى نهايتها

انه يرسم لنل ملامح المسحراتى  و يتركنا نحدد اسمه و هويته  ونفتش عنه حولنا  و فى انفسنا اذا لا قدر الله  اخذتنا سنة من الاستيقاظ و ليس سنة من النوم فنحن قد شبعنا نوماً

و فى كل الاحوال  سيعرف الناس ولو بعد فوات الاوان  قدر المسحراتى وان اتهمه البعض بالازعاج و ايقاظهم من النوم الجميل

و الان يحتاج الناس فى بلادنا الى مسحراتى من نوع   جديد  لايكتفى بقرع طبوله ليلا للنائمين..  لكن فى وضح النهار..  لعل وعسى !!

 بين القذافى و مارك توين

هى مصادفه بلا شك تبعث على الضحك فى حد ذاتها  حيث وجدت تشابها كبيرا  بين أسلوب القذافى  الساخر.. و اسلوب الفيلسوف الامريكى  " مارك توين "   انه الامريكى قبل ان تتوحش بلاده و تنشب اظافرها  فى لحم العالم

و توين اسمه الحقيقى" صامويل لانج هور كليمنز " و قد انضم الى صفوف الجيش فى فترة الحرب  الاهليه و من اشهر مؤلفاته  " العصر المذهب "و "صعلوك فى الخارج "  و" الامير و الفقير " و " ذكريات شخصيه عن جان دارك " و بالاضافه الى عشرات القصص و المقالات

مارك توين يؤمن ايضا بالصعلكه الفكريه

و اشهر اقواله :

(( يجب ان تشكر المغفلين فبدونهم لما استطاع بقية الناس ان يحققوا اى نجاح ))

كان توين شجاعا حيث رصد عيوب العالم  و كشفها بجرأة نادره .. و هو يسخر مثل القذافى  تماما من تهافت الناس على الثراء المشروع و غير المشروع 

و على نفس المنوال جاءت صرخة " ابى العلاء المعرى"  :

(( اذهبوا ايها الاغنياء و زينوا دوركم  بما شئتم من بديع الرياش  فانما انتم عنها ذاهبون و لها تاركون ))

و كان يفخر بأن رسالته لا تقوم على أضحاك الناس  بل تعليمهم و تهذيبهم وتربيتهم 

و كان يحب ايضا الحياه البسيطه  الهادئه  كما يفضلها القذافى بدويه تلقائيه

و كلاهما يقدم سخريته كقطعه من الحلوى احيانا  و قرص دواء مغلف بالسكر  فى احيان اخرى ..

ان التطابق بين وجهة نظر الامريكى توين المولود فى اوائل القرن 18 (1847   تقريبا )  و بين القذافى العربى هى نقاط عديده

و كلها تلتقى فى نهاية الامر  عند السخريه كسلاح  فعال  يتحول الى حجر يحرك المياه الراكده  و العقول الراكده  و لااجد مااختتم به سوى قول المعرى :

(( ان حوادث هذه الحياه كثيره و معظمها على الناس فظ غليظ و اقلها الحدب الشفيق  فما أجدر اصوات هذه الحمائم ان تكون بكاء على المكروبين ورثاء للمنكوبين ))  !!

 

ـــــــــــــــــــــــ


 

 

جائزة القذافي الدولية لحقوق الإنسان - جميع الحقوق محفوظة   © 2005

جائزة القذافي الدولية لحقوق الإنسان